منوعات

تيلي نوروود تشعل أزمة جديدة في هوليوود: الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل التمثيل

اليمن الغد
ليلى الشيخ

في تطور مثير يعكس تصاعد التوتر بين التكنولوجيا والإبداع البشري، أثارت شخصية “تيلي نوروود”—الممثلة الافتراضية المولدة بالكامل بتقنية الذكاء الاصطناعي—عاصفة من الجدل داخل أوساط صناعة السينما الأميركية، لتصبح رمزًا لصراع متجدد حول شرعية الذكاء الاصطناعي في الفنون.

من هي تيلي نوروود؟

تيلي نوروود ليست ممثلة حقيقية، بل شخصية رقمية صممتها شركة Particle6 بقيادة المنتجة الهولندية إيلين فان دير فيلدن.

تبدو تيلي كشابة من جيل الألفية، تنشر على إنستغرام عن اختبارات الشاشة وتفاصيل حياتها اليومية، لكنها في الواقع نتاج خوارزميات متقدمة، صُممت لتجسيد “الموهبة المثالية” دون تكلفة بشرية.

في منشور استفزازي، كتبت تيلي:

“في 20 ثانية قاتلتُ الوحوش، هربتُ من الانفجارات، بعتُ لكم سيارة، وكدت أفوز بجائزة أوسكار. كل هذا في يوم عمل، حرفياً!” مرفقة الوسم #AIActress، ما اعتبره كثيرون إعلانًا صريحًا عن قدرة الذكاء الاصطناعي على تجاوز الإنسان في الأداء والكفاءة.

غضب الممثلين وردود الفعل

ردود الفعل جاءت سريعة وغاضبة. الممثلة صوفي تورنر وصفت المشروع بأنه “مخيف”، بينما هاجمه كاميرون كووبرثويت ووصفه بـ”الصادم وغير الأخلاقي”. أما مارا ويلسون، بطلة فيلم “ماتيلدا”، فقد وجهت انتقادًا لاذعًا قائلة:

“لقد أخذتِ عملهم وتظاهرتِ بأنه لكِ”، في إشارة إلى استخدام أعمال الممثلين لتدريب النماذج دون إذن أو تعويض.

نقابة SAG-AFTRA بدورها أصدرت بيانًا ناريًا أكدت فيه أن تيلي “ليست ممثلة”، بل “واجهة رقمية تفتقر إلى التجربة الإنسانية”، محذرة من أن هذه النماذج تهدد جوهر الفن القائم على المشاعر والهوية.

الإغراء الاقتصادي… والتهديد الوجودي

من منظور الشركات، تمثل تيلي نوروود نموذجًا مغريًا: لا أجور نقابية، لا تأمين صحي، لا تكاليف سفر أو إقامة. هذا الانخفاض في التكاليف التشغيلية يجعل الممثلين الرقميين خيارًا جذابًا للاستوديوهات، خاصة في ظل تضخم تقييم شركات الذكاء الاصطناعي التي تُبنى على وعود الأتمتة وتقليص العمالة.

لكن هذا التوجه يثير مخاوف عميقة لدى الفنانين، الذين يرون أن التكنولوجيا لا تكتفي بمساعدتهم، بل تسعى لاستبدالهم بالكامل.

هل من حلول؟

في محاولة لاحتواء الغضب، أكدت فان دير فيلدن أن تيلي “عمل فني وليس بديلاً للبشر”، مشبهةً ابتكارها بتقنيات الرسوم المتحركة والعرائس. كما أعلنت شركات مثل OpenAI عن آليات جديدة لتفادي انتهاك الملكية الفكرية، منها حجب المحتوى المولد بأسلوب فنانين أحياء، ومنحهم خيار “الانسحاب”.

لكن هذه الخطوات لا تبدو كافية لتهدئة القلق المتزايد، خاصة في ظل غياب آليات واضحة لتعويض الفنانين على استخدام أعمالهم في تدريب النماذج.

تمت مراجعة هذا الخبر وفقًا لسياسة التحرير الخاصة بـ اليمن الغد.
ليلى الشيخ – متخصصة في شؤون السوشيال ميديا
ليلى الشيخ | متخصصة في شؤون السوشيال ميديا في «اليمن الغد»، تكتب تقارير وأخبار عن الشؤون الداخلية والسياسات الحكومية والبرلمانية في اليمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى