
غيّب الموت يوم الخميس الماضي السيدة آمنة علي حمود العلفي، أول سائقة سيارة أجرة في محافظة المحويت، عن عمر ناهز السبعين عامًا، بعد إصابتها المفاجئة بفشل كلوي، لم تمهلها الأقدار أكثر من يومين. وبرحيلها، ودّع المجتمع المحلي رمزًا نادرًا للتحدي والريادة النسائية في اليمن.
من هي آمنة العلفي؟
آمنة العلفي، امرأة من محافظة المحويت دخلت التاريخ المحلي منذ سبعينات القرن الماضي حين قررت، في خطوة اعتُبرت جريئة وغير مسبوقة في المحافظة وفي اليمن عامة وهي قيادة سيارة أجرة لنقل الركاب والبضائع بين قرى ومديريات المحافظة، متحديةً بذلك العادات والتقاليد التي كانت تحصر عمل المرأة في نطاقٍ ضيق.
مسيرة على الطرق الوعرة
عملت الراحلة لعقود في نقل المسافرين والبضائع عبر الطرق الجبلية الوعرة التي تشتهر بها المحويت، مستخدمة شاحنتها الصغيرة بكل مهارة وصلابة.
لم تكن تقود سيارتها فقط بل كانت تدير عملها بجدارة، وتحظى باحترام كبير من قبل الركاب وزملائها من السائقين، الذين كثيرًا ما كانوا يصفونها بـ”المرأة الحديدية”.
رمز نسائي للتحدي
لم تتزوج آمنة العلفي، لكنها لم تكن وحيدة. فقد كرّست حياتها لتربية أبناء شقيقها الراحل، فكانت لهم أماً ومربية ومصدر أمان. وبجانب دورها العائلي، شكّلت قدوةً ملهمةً للنساء في مجتمعها، وفتحت الباب لفكرة أن المرأة تستطيع أن تكون حاضرة حتى في المهن التي ظلّت لعقود حكرًا على الرجال.
ردود الفعل: خسارة لا تعوض
وفور إعلان وفاتها، عمّ الحزن أوساط المجتمع المحلي، ونعى عدد من النشطاء وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي الراحلة آمنة العلفي بكلمات مؤثرة، مشيرين إلى أنها “لم تكن مجرد سائقة، بل كانت قصة كفاح حيّة“، وأن “رحيلها خسارة لقيمة إنسانية واجتماعية كبيرة“.
وداعًا آمنة المرأة التي قدّت الطريق بنفسها
لم تترك آمنة العلفي وراءها ثروة ولا شهرة إعلامية واسعة، لكنها تركت ما هو أعمق: بصمة من الشجاعة والتفاني لا تُنسى. علّمت الأجيال أن التحديات يمكن أن تُقهر بالإرادة، وأن العمل الشريف لا جنس له.
وإذ ترحل عن هذه الدنيا، تبقى قصتها محفورة في ذاكرة اليمنيين، مثالًا على أن المرأة تستطيع أن تكون حيث تشاء، حتى على مقود سيارة تسلك بها جبال التحدي والصمود.
سبب الوفاة
توفت آمنة علي حمود العلفي بسبب فشل كلوي في وفاتها بعد يومين فقط من الإصابة بالمرض، وتم دفنها في المحافظة في حزن من قبل العائلة وكل من عرف كفاحها.