وفاة الصحفي البريطاني ديفيد هيرست عن عمر 89 عامًا

غيب الموت الصحفي البريطاني ديفيد هيرست عن عمر يناهز 89 عامًا، بعد مسيرة امتدت لنحو خمسة عقود من الكتابة والتغطية المتخصصة لقضايا الشرق الأوسط. عُرف هيرست بأسلوبه الهادئ في الحياة، مقابل جرأته في الكتابة والتحليل، ما جعل مقالاته مفتاحًا لفهم الأحداث والاضطرابات في المنطقة.
مسيرة صحفية طويلة وثرية
بدأ هيرست مسيرته في الصحافة عام 1964 مع صحيفة الغارديان، حيث عمل من بيروت وقبرص، مستمرًا حتى عام 2001، مع مساهمات لاحقة حتى 2013. كما كتب لمجموعة من الصحف العالمية مثل: “كريستيان ساينس مونيتور”، “آيرش تايمز”، “سانت بطرسبرغ تايمز”، “نيوزداي”، و”سان فرانسيسكو كرونيكل”.
خلال حياته، أصبح اسمه مرتبطًا بالتغطية الموثوقة والجريئة للنزاعات في الشرق الأوسط، من حرب 1967 إلى الحروب اللبنانية، ومن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الصراعات في سوريا والعراق.
كتابات مؤثرة ونقد جريء

أشهر أعماله كان كتابه «البندقية وغصن الزيتون» الذي نشر لأول مرة عام 1977، وناقش فيه الصراع العربي الإسرائيلي من منظور لم يكن مألوفًا في الإعلام الغربي، مستعرضًا آثار النكبة ومعاناة الفلسطينيين، وتأثير الصراع على المجتمعات العربية.
على الرغم من شخصيته الهادئة، لم يتردد ديفيد هيرست في انتقاد السياسات الإسرائيلية، وقد وصف عمله لاحقًا بأنه محاولة لتقديم قراءة متوازنة وعميقة للصراع، بعيدًا عن الانحياز السياسي السائد في بعض وسائل الإعلام.
حياة ديفيد هيرست الشخصية
ولد ديفيد جون هيرست في 26 مايو 1936 في إنجلترا، ونشأ في أسرة من الطبقة المتوسطة. قضى عامين في الخدمة العسكرية بين 1954 و1956 في مصر وقبرص، قبل أن يدرس في جامعة أكسفورد ثم الجامعة الأميركية في بيروت، حيث عاش وتعلم اللغة العربية.
تزوج عام 1995 من أمينة، عالمة أنثروبولوجيا اجتماعية من أصل مصري، وعاش الزوجان السنوات الأخيرة في فرنسا، متابعين أخبار الشرق الأوسط وتحليلاته، حتى وافته المنية في 22 سبتمبر 2025 بعد صراع طويل مع مرض السرطان.