معالي الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد: مسيرة علمية وإدارية مميزة في خدمة الحرمين والمجتمع

يُعد معالي الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد من أبرز الشخصيات العلمية والإدارية في المملكة العربية السعودية، حيث جمعت مسيرته بين التعليم الشرعي والخدمة العامة في أعلى المناصب، مساهماً بجهود كبيرة في تطوير مؤسسات الدولة والخدمة الدينية والاجتماعية.
من هو صالح بن عبدالله بن حميد
ولد الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد في مدينة بريدة عام 1369هـ، وتلقى تعليمه المبكر في مكة المكرمة. حصل على الثانوية العامة هناك قبل أن يلتحق بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية التابعة لوزارة المعارف، وحصل على درجة البكالوريوس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1392هـ.
واصل مسيرته الأكاديمية في جامعة أم القرى، حيث نال درجة الماجستير عام 1396هـ، ثم الدكتوراه عام 1402هـ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، ليكون بذلك أول حاصل على درجة الدكتوراه يُعين إمامًا في المسجد الحرام.
المسيرة الأكاديمية والإدارية
بدأ الشيخ صالح بن حميد مسيرته العلمية معيدًا ثم محاضرًا وأستاذًا مساعدًا في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، قبل أن يتولى رئاسة قسم الاقتصاد الإسلامي، ثم مدير مركز الدراسات العليا الإسلامية، وكيل كلية الشريعة للدراسات العليا، ثم عميدًا لكلية الشريعة.
في عام 1403هـ، أمَّ الشيخ ابن حميد المصلين في المسجد الحرام، وتولى الإمامة رسميًا عام 1404هـ، ليصبح أول إمام حاصل على درجة الدكتوراه في المسجد الحرام، معززًا مكانته العلمية والدينية.
المناصب العامة والخدمة الوطنية
تولى الشيخ عدة مناصب بارزة في الدولة، منها نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وعضوية مجلس الشورى بين عامي 1414-1421هـ، ورئاسة الشؤون العامة للحرمين. وفي عام 1422هـ صدر أمر ملكي بتعيينه رئيسًا لمجلس الشورى، ثم رئيسًا للمجلس الأعلى للقضاء عام 1430هـ، قبل أن يُعفى من هذا المنصب بناءً على طلبه عام 1433هـ ويعين مستشارًا بالديوان الملكي بمرتبة وزير.
إرث الشيخ صالح بن حميد
تمثل مسيرة الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد نموذجًا متكاملاً للتفاني في العلم والخدمة العامة، حيث جمع بين القيادة الدينية والتعليمية والإدارية، وأثرى المجتمع بخبرته ومعرفته، ليصبح رمزًا للالتزام والتميز في مختلف المجالات التي خدم فيها المملكة.